منتديات خالد عبدالناصر

منتديات خالد عبدالناصر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إذا كنت تحب السرور في الحياة فاعتن بصحتك، وإذا كنت تحب السعادة في الحياة فاعتن بخلقك، وإذا كنت تحب الخلود في الحياة فاعتن بعقلك، وإذا كنت تحب ذلك كله فاعتن بدينك.


    اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا

    avatar


    نقاط : 0
    تاريخ التسجيل : 31/12/1969

    اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا Empty اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا

    مُساهمة   الثلاثاء يونيو 22, 2010 6:56 am



    اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
    فلما أراد رويم بن أحمد رحمه الله تعالى أن يعظ ولده يوما موعظة بليغة يجمع له فيها
    خيري الدنيا والآخرة قال له:
    «يا بني: اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا»
    أي: اعلم أن العمل القليل إذا اتسم صاحبه بالأدب واتصف به، فهو خير له من العمل الكثير بلا أدب، فينبغي عليك أن تكثر من الأدب ما استطعت ولو قل عملك.
    وإنني أجزم أنه لا قيام للأمة من كبوتها إلا بالأدب؛ ذلك لأن فلاح الأمة بفلاح أبناءها، وفلاح أبناءها لا يكون إلا بالأدب، قال ابن القيم رحمه الله تعالى:
    «وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استُجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب»
    ووالله الذي لا إله غيره ما سقطت الأمة في هذه الهوة السحيقة إلا بفقدان الأدب الذي يمثل في الحقيقة الثمرةَ المرجوةَ من وراء العقائد والعبادات.
    لذلك كان من الواجب حقا على المخلصين من أبناء الأمة، الناصحين لها، المهتمين بأمرها، الطالبين لرفعتها، الباكين لحالها، أن يراجعوا أنفسهم كثيرا، وأن يقفوا معها طويلا لينظروا أين هم من جماع خيري الدنيا والآخرة: «الأدب»، فإنه أعم من جار يحسن لجاره، أو ولد يبر والديه، أو زوجة تطيع زوجها، أيها الإخوة الكرام «إن الأدب هو الدين كله»، وإن كنا ننتسب إلى دين قد حض على تأديب الحيوان، فكيف يكون أمره بتأديب الإنسان الذي فضله الله تعالى وجعله حاملا لرسالته داعيا إليها، عاملا بها؟
    وإذا علمت ذلك فإنك لا تعجب حينما ترى الجنيد رحمه الله تعالى وقد أراد أن يعرف تعريفا موجزا بالعبودية التي هي وظيفة الإنسان التي من أجلها خلقه الله تبارك وتعالى وأسكنه هذه الدار، فيقول:
    «العبودية: ملازمة الأدب»
    وعليه فإن كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والخفية يدخل في باب الأدب، ومن هنا قال ابن القيم رحمه الله: «الأدب: هو اجتماع خصال الخير في العبد».
    لذلك اهتم السلف رحمة الله عليهم بهذا الباب أكثر من اهتمامهم بالعلم والعمل! وقدموه عليهما؛ فإن العلم والعمل بلا أدب وبال على الإنسان، ولاهتمامهم به مظاهر كثيرة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 16, 2024 10:42 pm